أدب رقمي

صوفي ماركوط Sophie Marcotte: النص التشعبي/ترجمة محمد أسليم

 

  1. النص التشعبي

يعرف جورج لاندو(1) النص التشعبي – بأنه «تكنولوجيا للمعلومات تتكون من كتل من النصوص – أو الكلمات – والوصلات الإلكترونية التي تربط فيما بينها(2)». وكما توضح إيلانا سنايدر(3)، فهو «شبكة من الروابط بين كلمات وأفكار ومصادر ليس لها نواة مركزية ولا نهاية(4)». لا يوجد النص التشعبي إلا في حالة افتراضية، وهو يتضمن مجموعة من البيانات المُجمَعة في بيئة معلوماتية، يمكن قراءتها بالعديد من الطرق المختلفة. وقد كتبت لوفير وصكافيتا أن هذه «البيانات […] تقسَم إلى عناصر أو عقد من المعلومات تُعَلَّمُ بروابط دلالية تتيح الانتقال من أحدها إلى آخر عندما ينشطها المستخدم(5)»، وبذلك ففي بيئة النص التشعبي تكونُ الوصلاتُ هي وحدات المعلومات في بيئة النص التشعبي.، وبوجه عام يركز مضمونُها على مفهوم واحد، وعلى فكرة واحدة.

استخدمَ مصطلح النص التشعبي لأول مرة في عام 1965 من لدن تيودور نلسون(6): فأثناء اشتغاله على حواسيب مركزية، اكتشف أنَّ الكمبيوتر يتملك قدرة إنشاء شبكات نصية «من سائر أنواع النصوص(7)» وإدارتها. وبعد ذلك بعشرين عاما، قدم نلسون للمرة الأولى مشروعه زانادو، واستهدف من ورائه إنشاء بنك بيانات يمكن أن تضاف إليه جميع النصوص الموجودة بحيثُ تكون مترابطة فيه.

لكن أبوَّة مفهوم النص التشعبي تنسبُ في معظم الأحيان إلى عالم الرياضيات فانيفار بوش (كان مستشارا علميا للرئيس روزفلت ومديرا لمكتب البحوث والتنمية العلمية آنذاك) الذي اقترح، في مقال له بعنوان «كما قد نعتقد»(8) صدر في يوليوز 1945 بمجلة الأطلسي الشهرية (8ب)، حلا لمشكلة تخزين المعلومات العلمية المتفاقم: قد تتيح آلة الميمكس (الذاكرة الممددة Memex-Memory Extender) تخزين المعلومات ووضع حواشي عليها والربط فيما بينها بواسطة نظام من الشاشات الشفافة وميكروفيلمات مثبتة على رف تُفعَّلُ بسلسلة من الأزرار والرافعات. وهذا الربط بين مصادر المعلومات المختلفة، بطريقة فورية تقريبا، هو ما يمنح للميمكس بنية نص-شعبية.

إلا أن مشروع فانيفار بوش الطموح لم ير النور أبدا لأن تكنولوجيا ذلك الوقت كانت محدودة للغاية، ولكن فكرة الميمكس أثرت على الأرجح في لاحقيه، لأن ما يُعْرف اليوم باسم النص التشعبي تم تجريبه منذ منتصف عام 1970، لا سيما في إنشاء أدلة الاستخدام(9)، وكاتالوغات المنتوجات، كما تم تجريبه مؤخرا لتحرير النصوص الأدبية ونشرها.

وستعرف تكنولوجيا النص التشعبي تطورا في أواخر ثمانينيات القرن الماضي بالخصوص: فبرنامج هايبركارد (صممه بيل أتكنسن) الذي كانت تسوقه شركة آبل مع حواسيبها الجديدة آنذاك كان يسمح للمستخدم بإنشاء نصوص وقراءتها بطبقات متراكبة. وقد تمَّ تصميم ذلك البرنامج للحواسيب التي تشتغل في استقلال عن الشبكات.

بعد ظهور هايبركارد، تطورت الشبكة العالمية World Wide Web المعروفة أفضل باسم شبكة الأنترنت التي تتيح للمستخدمين المتعددين في وقت واحد، وبصرف النظر عن أمكنة وجودهم في العالم، أن يحصلوا على نصوص – أو نصوص تشعبية – ليس فقط ليقرأوها، ولكن أيضا ليتدخلوا فيها بتطعيمها بأجزاء نصوص أو بخلق روابط جديدة بين الوحدات النصية الموجودة بالفعل في النظام.

يمكن نشر النص التشعبي في أقراص مدمجة («مدار مغلق») أو في شبكة («دائرة مفتوحة») كما في شبكة الأنترنت. وكما يوضح جورج ب. لاندو، تأخذ هذه التكنولوجيا للمعلومات شكلين:

الأول النص التشعبي للقراءة فقط، ويسمح للقارئ بأن يختار مسار قراءته دون أن يستطيع إضافة روابط أو أجزاء نص ما أو تعديل النص المعروض أمامه.

أما الثاني فهو النص التشعبي نفسه، وفيه لا يستطيع القارئ أن يختار الطريق التي يرغب في أخذها فحسب، بل ويمكنه أيضا أن يضيف نصا و/أو يُدرج روابط جديدة. علما بأنه يمكن للنص أن يتألف أيضا من أصوات وفيديوهات وصور ورسوم متحركة، فيفضل البعض آنذاك تسميته ب النص المرفل (أو الوسيط التشعبي) بدل النص التشعبي.

وسواء أكان القارئ يتصفح نصا تشعبيا أم نصا وسيطا تشعبيا، فهو بمجرد ما يُنشِّطُ وصلة مَّا بسهم الماوس (قد تتألف الوصلة من جزء من نص أو من صورة أو من توضيح، على سبيل المثال) تنفتح أمامه شاشة أو نافذة أخرى تحتوي على معلومات ذات صلة بما سبق. ولتوضيح هذه الظاهرة بمثال ملموس، يمكن أن نتخيل شخصا يُقسِّم كتابا إلى شرائح عدة من الورق كي يُنشئ «مجموعات» (أو وحدات) نصية، ثمَّ يعيد تنظيمها بإنشاء روابط منطقية بين أجزاء النص المختلفة.

وفي البيئة الإلكترونية، تُبَرمَجُ الوصلات لإظهار وجود علاقة خاصة بين اثنتين من الوحدات النصية، وهي عملية ليس لها حدود، إذ يمكن تكرارها إلى ما لانهاية. وفي الواقع، ليس للنص التشعبي حدود إلا تلك التي يفرضها الكمبيوتر نفسه عن طريق التكنولوجيا.

و«يُبنى» النص التشعبي بإحدى طريقتين: يمكن تصميمه انطلاقا من وثائق موجودة في شكل مطبوع، وذلك بتحويل النص، أو بإعادة تنظيمه بالأحرى، بتحديد الوحدات المكونة للمعنى ثم مكان إدراج الروابط. كما يمكن بناء النص التشعبي من نقطة الصفر، أي بتصميم بيئة نصية تشعبية أثناء الكتابة، من خلال التفكير في النص منذ بدء كتابته باعتباره شبكة، ثم تخليله بالروابط بتقدم عملية كتابته. ولكن سواء أأُنشئَ النص التشعبي من نص موجود بالفعل أم كُتبَ من الصفر، فمؤلفه يتوقع، بشكل أو بآخر، المسالك التي سيكون في متناول القارئ أن يختارها (10).

ويؤدي استخدام تكنولوجيا النص التشعبي في مجال الأدب إلى إعادة النظر في أدوار الكاتب والقارئ وإلى تغيير ملحوظ في مفهوم النص. ففي حين يفرضُ المطبوع نوعا من الخطية، ولو بمجرد القيود المادية التي تتدخل في نشره، تتميز كتابة النص التشعبي في المقابل بـ «لا تتابعيتها»(11)، إذ تتم الكتابة والقراءة معا بطبقات متعاقبة، لأنه يتم تنظيم المعلومات على شكل متواليات غير خطية. وبما أن النص التشعبي ليس له بداية ولا نهاية ولا نظام محدد مسبقا، فالقارئ لم يعد مضطرا لاتباع مسار المطبوع – الخطي – التقليدي، إذ أصبح يستطيعُ أن يختار مسارَ قراءته، وبالتالي أن يتفاعل مع الكاتب، فيتعاونُ معه من خلال إنشائه لنص ينتج عن خيارات قراءته. فكل مسار للقراءة يُؤدي إلى إحداث نص جديد وتأويلات جديدة. من هنا، يُبنى النص التشعبي وفقا لمنطق المؤلف والقارئ معا، إذ يمكن إدراج كل وحدة نصية في العديد من مسالك القراءة، ومن ثمة فمعناها يتوقف على المسلك المتبع لبلوغه. وعليه، لم يعد النص مجرد متوالية من الصفحات المطبوعة التي ترد مكوناتها بنظام جاهز وثابت يفرضُ قراءته سطرا تلو الآخر من الفقرة الأولى إلى الفقرة الأخيرة.

يشدّدَ شرَاح النص التشعبي، أمثال جورج ب. لاندو وإيلانا سنايدر، على أن هذه الإعادة للنظر في مفهومي المؤلف والقارئ تندرجُ في خط أعمال البنيويين وما بعد البنيويين ككتابات رولان بارث وميشال فوكو وجاك دريدا.

فمفهوم النص الذي يوجدُ في مركز نظرية النص التشعبي ويُعرَّفُ بأنه شبكة، يلتقي في بعض النواحي مع تيار الفكر البنيوي الذي تهيمنُ عليه فكرة الترابط والتبادل، إذ يرى البنيويون أن الفكر عبارة عن نسق من التبادلات، بمعنى أنه «شبكة» ليس فيها نواة مركزية، ولكن فيها العديد من المجموعات المتفاعلة فيما بينها. كما يمكن أن تحيل فكرة الشبكة، وهي أساس النص التشعبي، بشكل خاص إلى التأمل الذي عرضه رولان بارث في كتابة S/Z(12)، حيثُ عرف النص بأنه نظام لا نهاية له ولا مركز، ومن ثمة فقد يلتقي مع أسس نظرية النص التشعبي نفسها.

كما يلتقي مفهوم النص التشعبي إلى حد ما مع الفكر النظري لجاك دريدا. أولا، لأنه – حسب ما يلاحظ جورج ب. لاندو في كتابه النص التشعبي  2.0 – يكثر في نصوصه، وخاصة في كتابه التشتت(13)، من استخدام مصطلحات تذكر بأسس مفهوم النص التشعبي، وهي: الشبكة، والصلة، والرابط، والويب. ولكن بينما تركز أفكار بارث على مفهوم اللاخطية بالخصوص، يصر دريدا أكثر على قضيتي انفتاح النص والتناص. وتصوره للنص هو تصورٌ للـ «تفكيك» و«الإزاحة عن المركز». يتألف النص في رأيه – على غرار ما يطلق عليه بارث اسم «كلمات lexies» تقريبا – من تجميع قطع من المعنى، وهذا يلتقي بتعريف النص التشعبي باعتباره شبكة من الوحدات النصية.

ومثل بارث وجاك ديريدا، يعرف ميشال فوكو (الذي يعد واحدا من دعاة ما يمكن تسميته بالبنيوية الثقافية) النص، في كتابيه الكلمات والأشياء وحفريات المعرفة، مستعملا كلمتي «روابط» و«شبكات»، كما  يرى أن حدود الكتاب لا تقف أبدا عند خطوط واضحة(14). فهو في منظوره أكثر من مجرد جسم يُحمل في اليدين، لأنَّ الوحدة تظل نسبية. أخيرا، فــ الشبكة، عند فوكو، قادرة على الربط بين مجموعة واسعة من «الملاحظات» و«التفسيرات» و«الفئات» و«القواعد» و«التصنيفات المتناقضة». وهذه الفكرة قد تذكر أيضا بتعريف النص التشعبي باعتباره شبكة.

وخلاصة القول إن تكنولوجيا النص التشعبي الذي تعود أصوله إلى أربعينيات القرن الماضي تُجرَّبُ اليومَ ليس في النصوص الأدبية فحسب، بل وكذلك في مختلف أنواع النصوص التي يمكن الاستفادة من استشارتها في بيئة معلوماتية. كما أنَّ النص التشعبي يُحَوِّل مفاهيم الكاتب والقارئ وتعيد النظر في مفهوم النص.

يرى بعض النقاد أنَّ التفكير المعاصر في النص التشعبي امتدادا للنظريات النقدية القائمة، بما فيها البنيوية وما بعد البنيوية. وكما يلخص جان لوي لوبراف، فالنص التشعبي يقدم «نموذجا فكريا آخر وتصورا آخر لمفهوم النصية»(15) سيساهم في تغيير طريقة مقاربة الدراسات الأدبية للنص، وفي تغيير علاقة القارئ بـ «النص» عامة، أيا كان نوع هذا النص.

هوامـش:

(1) http://landow.stg.brown.edu/cv/landow_ov.html

(2) George P. Landow, «What’s a Critic to Do? Critical Theory in the Age of Hypertext», dans George P. Landow (éd.), Hyper/Text/Theory, Baltimore & London, The Johns Hopkins University Press, 1994, p. 1 (nous traduisons).

يستعير لاندو مصطلح lexie (كلمة) من رولان بارث (انظر: S/Z, Paris, Éditions du Seuil, 1970).

(3) http://www.education.monash.edu.au/vate/idiom/isbio.htm

(4) Ilana Snyder, Hypertext: The Electronic Labyrinth, New York, New York University Press, 1996, p. 18 (nous traduisons).

(5) Roger Laufer, Domenico Scavetta, Texte, hypertexte, hypermédia, Paris, Presses universitaires de France, coll. «Que sais-je?», no 2629, 1992, p. 3.

(6) http://jefferson.village.virginia.edu/elab/hfl0155.html

(7) J. D. Bolter, Writing Space: The Computer, Hypertext and the History of Writing, Hillsdale, New Jersey, Laurence Erlbaum Associates, 1991, p. 23.

(8) http://www.theatlantic.com/unbound/flashbks/computer/bushf.htm 

(8ب) يُمكن الاطلاع على ترجمة المقال الآنف إلى الفرنسية:

– Vannevar Bush, «Comme nous pourrions penser», 1945:

http://www.softphd.com/these/traduction/vannevar-bush-as-we-may-think

أو ترجمته إلى العربية:

– فانيفار بوش، «كما قد نعتقد»، ترجمة د. إبراهيم شفيق الخطيب، منتديات الجمعية الدولية للمترجمين العرب، 24/12/2006:

http://www.wata.cc/forums/archive/index.php/t-3853.html

(المترجم)

(9) في Hypertext 2.0 النص التشعبي 2.0 (Baltimore, Johns Hopkins University Press, 1997)، يضرب لاندو مثلا بأدلة المستخدمين الموجهة لميكانيكيي الخطوط الجوية الأمريكية، ويصل عدد صفحات النسخة المطبوعة لهذا النوع من الأدلة أزيد من 000 25 صفحة، وبذلك لا يمكن عمليا إدخال أي تغيير عليه من دون إعادة طبع الكتاب بكامله. وفي سنوات 1980، تم تفريغ هذه الأدلة في جهاز الكمبيوتر، فأصبح من السهل استشارتها وتحديثها بانتظام.

(10) يلخص مايكل جويس مؤلف أولى روايات النص التشعبي، وهي «شمس الظهيرة»، إعادة النص التشعبي النظر في عملية القراءة بما يلي: «لا يستطيع القارئ أن يحدد ترتيب ما يقرأ فحسب، ولكن اختياراته تخلق ما يقرأه. والنص التشعبي ببساطة هو أن تقرأوا وتكتبوا إلكترونيا بالترتيب الذي يلائمكم، سواء من حيث الخيارات التي يوفرها لكم المؤلف أو من خلال اكتشافاتكم الحسية للتنظيم الطوبوغرافي للنص. حالة النص الراهنة تشكلها اختياراتكم وليس تمثل المؤلف لها حسب الطوبوغرافيا الأولية. وبذلك تصبحون قارئا-كاتبا reader-as-author»

cité dans «Notes Toward an Unwritten Non-Linear Electronic Text», Post-Modern Culture, vol. 2, no 1, 1991, paragraphes 14-15). On trouve le roman Afternoon à l’adresse suivante:

http://iberia.vassar.edu/~mijoyce/begin.html

(11) يلخص روجيه لوفر سكافيطا ودومينيكو (المرجع نفسه، ص 5) الفرق بين هيكل المطبوع والنص التشعبي قائلين: «النص الخطي بنية خطية أو هرمية بهذا القدر أو ذاك: تترابط العناصر النصية، المستقلة بهذا القدر أو ذاك، فيما بينها بعلاقات نظامية. النص التشعبي بنية شبكة: العناصر النصية هي عقد مترابطة بعلاقات غير خطية وتراتبية بشكل ضعيف.

(12) كتب رولان بارث:  «موضوع النص الأدبي […] هو أن يجعل القارئ ليس مستهلكا للنص، بل منتجا له»:

– Roland Barthes, S/Z, Paris, Éditions du Seuil, 1970, p. 10.

وأهم من ذلك، يؤكد بارث أن القراءة تعني تشبيك « النص، مثل قائمة زلزال، يُباعد بين كتل الدلالات بحيث لا تدركُ منها القراءةُ إلا سطحها الأملس الذي يلحمه تدريجيا تدفق الجمل، وخطاب السرد المنساب، ومَجرى اللغة الطبيعي الكبير. يتجزأ الدال الوصي إلى متوالية من المقاطع القصيرة المتجاورة، سندعوها هنا كلمات، لأنها وحدات للقراءة. […] والكلمة تشمل أحيانا مفردات قليلة وأحيانا بعض الجمل؛ وفي هذه الحالة ستصير المسألة مسألة راحة: يكفي أن تكون أفضل مكان يمكن للمرء أن يلاحظ منه الاتجاهات […]» (ص 20).

(13) Jacques Derrida, La Dissémination, Paris, Seuil, 1972, coll. «Tel Quel».

)14(  «ما وراء العنوان، السطور الأولى ونقطة النهاية، يكتب ميشال فوكو، خارج التشكيل الداخلي والشكل الذي يجعله مستقلا، فإنه [الكتاب] يقع داخل نظام من الإحالات على كتب أخرى، نصوص أخرى، جمل أخرى: [هو] عقدة في شبكة»:

L’Archéologie du savoir, Paris, Gallimard, 1969, p. 34.

(15)  Jean-Louis Lebrave, «Introduction», Genesis, no 5, Paris, Jean-Michel Place – Archivos, 1994, p. 7.

 

السابق
جان كليمون Jean Clément: هل النص التشعبي التخييلي نوع أدبي جديد؟ /ترجمة محمد أسليم
التالي
صوفي ماركوط Sophie Marcotte: لاندو والنص التشعبي/ترجمة محمد أسليم